وقف نحوي علي بياع يبيع أرزا بعسل وبقلا بخل ،فقال:بكم الأرز بالأعسل والأخلل بالأبقل؟ فقال:بالأصفع في الأرؤس والأضرط في الأذقن.
وقع نحوي في كنيف ،فجاءه كناس ليخرجه،فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا ،فقال له النحوي :اطلب لي حبلا دقيقا وشدني شدا وثيقا واجذبني جذبا رفيقا،فقال الكناس :امرأته طالق إن أخرجتك منه،ثم تركه وانصرف.
وكان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه،فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها علي الموت،فاجتمع عليه أولاده ،وقالوا له:ندعو لك فلانا أخانا ،قال لا إن جاءني قتلني ،فقالوا :نحن نوصيه أن لا يتكلم ،فدعوه،فلما دخل عليه قال له يا أبت:قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز بها من النار،يا أبت:والله ما ششغلني عنك إلا فلان ،فإنه دعاني بالأمس ،فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح به أبوه غمضوني ،فقد سبق ابن الزانية ملك الموت إلي قبض روحي.
وجاء نحوي يعود مريضا ،فطرق بابه،فخرج إليه ولده فقال :كيف وجدت أباك؟قال :يا عم ورمت رجليه،قال:لا تلحن قل رجلاه،ثم ماذا؟قال:ثم وصل الورم إلي ركبتاه.قال:لا تلحن قل إلي ركبتيه.ثم ماذا؟قال :مات وأدخله الله في عنق عيالك وعيال سيبويه ونفطويه وجحشويه.
وعاد بعضهم نحوي ،فقال:ما الذي تشكوه؟قال:حمي جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية،فقال له:لا شفاك الله بعافية يا ليتها كانت القاضية.