اختيار الصديق لابن المقفع1

اختيار الصديق لابن المقفع
التعريف بالكاتب:هو عبد الله بن المقفع فارسي الأصل كان يسمي قبل إسلامه روزبة فلما أسلم سمي عبد الله وقيل في تسميته بابن المقفع أن الحجاج بن يوسف الثقفي ضرب أباه علي يديه حتى تقفعتا فسمي بابن المقفع ورغم أنه كان فارسي الأصل إلا أنه أثري اللغة العربية بكثير من المؤلفات منها الأدب الكبير والأدب الصغير وترجع فصاحته إلي نشأته في بني الأهتم وولد سنة 106هجرية وتوفي سنة142هجرية
جو النص :يتناول ابن المقفع في هذا النص قضية الصداقة وكيفية اختيار الأصدقاء والصفات الواجبة في الصديق
النص:
(اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي ومواصلة من تواصل توطين نفسك علي أنه لا سبيل لك إلي قطيعة أخيك ،وإن ظهر لك منه ما تكره ،فأنه ليس كالمملوك تعتقه متي شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت،ولكنه عرضك ومروءتك فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخدانه،فإن عثر الناس علي أنك قطعت رجلا من إخوانك ،وإن كنت معذرا نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والملال فيه،وإن أنت تصبرت علي مقارته علي غير الرضا عاد ذلك إلي العيب والنقيصة.فالاتئاد الاتئاد والتثبت التثبت)
اللغويات
تشبثك تمسكك م تفريطك تعتقه تحرره أخدانه اصحابه مفردها خدم
الملال الضيق والملل معذرا لك عذر التثبت التوقف

الاتئاد التمهل غاية هدف مؤاخاة مصاحبة
توطين حمل وجبر عرضك شرفك مروءتك إنسانيتك
مقارته البقاء معه سبيل طريق والجمع سبل وأسبلة
قطيعة هجر المملوك العبد عثر عرف النقيصة الخصلة الدنيئة
الشرح:يري ابن المقفع أن يتمسك الإنسان بصديقه إلي أقصي حد وإن كان فيه شيء يكرهه لأن الصديق ليس كالعبد الذي يتحكم فيه أو كالمرأة التي يطلقها وقتما يشاء ولكن الصديق جزء من شرف الإنسان ومروءته وإن قطع الإنسان صديقه بعذر فإن الناس يعتبرون ذلك خيانة لعهود الصداقة وإن استمر الإنسان مع صديقه علي عيوبه يعتبر ذلك عيبا في حقه لذلك يطلب ابن المقفع من الإنسان أن يتمهل قبل اختيار الصديق.
الصور البلاغية:
تشبثك في مؤاخاة :استعارة مكنية حيث شبه المؤاخاة بشيء مادي وسر جمالها التجسيم
ليس كالمملوك......أو كالمرأة:تشبيهان للصديق بالمرأة و بالمملوك ولكن يعاب علي الكاتب هذين التشبيهين لأنهما غير ملائمين للجو النفسي وخصوصا علاقة الرجل بزوجته لأنها أقوي من علاقة الرجل بصديقه.
لكنه عرضك ومروءتك:تشبيه للصديق مرة بالعرض ومرة بالمروءة وقيمته توضيح الفكرة برسم صورة لها
نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة :تشبيه للقطيع بالخيانة وقيمته توضيح الفكرة برسم صورة لها
الخيانة للإخاء:استعارة مكنية حيث شبه الإخاء بإنسان وسر جمالها التجسيم
المحسنات البديعية :
إخوان – أخدان:جناس ناقص يحرك الذهن ويعطي جرسا موسيقيا ويثير الانتباه
التعبير والأساليب:
اجعل :أسلوب إنشائي أمر غرضه النصح والإرشاد
إن ظهر لك منه ما تكره:أسلوب شرط بإن الشكية لأن ابن المقفع يشك في وجود صفات مكروهة في الصديق
فإنما مروءة الرجل :أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص ووسيلته إنما
الاتئاد الاتئاد والتثبت التثبت :أسلوب إغراء يدل علي التمهل عند اختيار الصديق
تشبثك:تدل علي عظمة الأخوة وقوة الصداقة توطين:توحي بالتمسك بالصداقة وعدم التهاون بها
العاطفة المسيطرة علي الكاتب في هذه الفقرة :الإعجاب بالصديق والحث علي التمسك به
(وإذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك ،فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيها غير مراء ولا حريص وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع،فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه،وإن الكذاب لا يكون أخا صادقا لأن الكذب الذي يجري علي لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه وإنما سمي الصديق من الصدق،وقد يتهم صدق القلب وإن صدق اللسان،فكيف إذا ظهر الكذب علي اللسان؟وإن الشرير يكسبك العدو ولا حاجة لك في صداقة تجلب لك العداوة وإن المشنوع شانع صاحبه.
واعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة وأن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء ،وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء،فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره وإن قطعته شانك اسم القطيعة ،وألزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك فإن المعايب تنمي والمعاذير لا تنمي)

اللغويات
مراء منافق حريص بخيل وج حرصاء مشنوع مشهور بين الناس بالقبح
انقباضك ابتعادك أعيتك أتعبتك شانك عابك
ألزمك فرض عليك أهل جدير وأحق فضول زيادة
شانع فاضح انبساطك تساهلك معهم جرائره مصائبه ومفردها جريرة
تنمي تشتهر وتذيع المعايب العيوب ومفردها معابة
فقيها عالما تجلب تكسب المعاذير الحجج ومفردها معذرةومعذار
الشرح:وإذا أراد الإنسان أن يختار صديقه من أهل الدنيا فلا بد أن يكون عالما بأمور دينه وليس منافقا ولا بخيلا وإن كان من إخوان الدنيا فلا بد أن يكون حرا و صادقا وغير معروف عنه القبح لأن الجاهل يبتعد عنه أبواه بسبب حمقه والكذاب لا يصدقك الحديث لأن هذا الكذب نابع من قلبه المليء بالكذب وربما يشك في صدق قلب الإنسان وإن كان لسانه صادقا فما بالك بمن كذب لسانه والإنسان الشرير يأتي لك بعداوة الناس وأنت في عني عن ذلك.والبعد عن الناس يكسب الإنسان عداوتهم وكذلك الانتشار بينهم يأتي بصديق السوء الذي هو أكثر ضررا من العدو.وإذا استمر الإنسان مع صديق السوء فإنه يتعبه بكثرة مشاكله وإن قطعه كان ذلك عيبا في حقه والعيوب تنتشر بسرعة ولكن الأعذار لا تنتشر بنفس السرعة.
الصور البيانية:
الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه:كناية عن قبح الجهل وسر جمالها تعطي المعني مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم
الكذب الذي يجري:استعارة مكنية حيث شبه الكذب بالماء وسر جمالها التجسيم
كذب قلبه :استعارة مكنية حيث شبه القلب بإنسان يكذب وسر جمالها التشخيص
صدق اللسان:استعارة مكنية حيث شبه اللسان بإنسان صادق وسر جمالها التشخيص
ظهر الكذب:استعارة مكنية حيث شبه الكذب بشيء مادي يظهر وسر جمالها التجسيم
لسانه:مجاز مرسل عن الكلام علاقته الآلية
صداقة تجلب العداوة:استعارة مكنية حيث شبه العداوة بشيء مادي يجلب وسر جمالها التجسيم
أعيتك جرائره:استعارة مكنية حيث شبه المعايب شيئا ماديا ينتشر وسر جمالها التجسيم
ينشر عذرك:استعارة مكنية حيث شبه العذر بشيء مادي وسر جمالها التجسيم
يرفع عيبك :استعارة مكنية حيث شبه العيب بشيء مادي يرفع وسر جمالها التجسيم
المعايب تنمي:استعارة مكنية حيث شبه المعايب شيئا ماديا ينتشر وسر جمالها التجسيم
المحسنات البديعية
*الدين –الدنيا :طباق يبرز المعني ويوضحه * كذاب – صادقا :بينهما طباق يبرز المعني ويوضحه
الصديق –الصدق :بينهما جناس ناقص يعطي الكلام جرسا موسيقيا ويثير الذهن
صداقة- عداوة :طباق يبرز المعني ويوضحه انقباضك- انبساطك :طباق يبرز المعني ويوضحه
واصلت –قطعته :طباق يبرز المعني ويوضحه يرفع عيبك- لا ينشر عذرك:مقابلة تبرز المعني بالتضاد
المعايب تنمي –المعاذير لا تنمي :مقابلة تبرز المعني وتوضحه بالتضاد
التعبير والأساليب:
فليكن:أسلوب إنشائي أمر غرضه النصح والإرشاد إنما سمي الصديق:أسلوب قصر يفيد التوكيد والتخصيص ووسيلته إنما
فكيف إذا ظهر الكذب؟أسلوب إنشائي استفهام غرضه التعجب اعلم: أسلوب إنشائي أمر غرضه النصح والإرشاد
ليس بجاهل :توكيد بحرف الجر الزائد نظرت :تدل علي التمهل عند اختيار الصديق
فقيها- حرا :جاءت نكرة للتعظيم
(مراء –حريص- جاهل- كذاب – شرير- مشنوع):جاءت هذه الكلمات نكرة للتنفير منها والابتعاد عنها
أبواه: خصهما الكاتب بالذكر لأنهما أقرب الناس إليه و في ابتعادهما دليل علي ابتعاد كل الناس عنه
لأن الكذب الذي يجري:علاقتها بما قبلها تعليل صداقة :جاءت نكرة للتخصيص
صديق السوء:إضافة الصديق إلي السوء تدل علي الملازمة عيبك :جاءت مفردة للدلالة علي القلة
المعايب تنمي والمعاذير لا تنمي :علاقتها بما قبلها تعليل
خصائص أسلوب الكاتب أثر البيئة في النص
1-وضوح المعني وعدم التكلف 1-امتزاج الثقافات العربية والأجنبية
2-عدم الإكثار من المحسنات البديعية 2-التمسك بمبادئ الإسلام
3-الإيجاز
4-التنويع بين الخبر والإنشاء
5-اتباع طريقة الترسل
6-يتميز أسلوبه بأنه السهل الممتنع